قوله عز وجل: {وَيَقُولُ الإنْسَانُ} يعني: أبي بن خلف الجمحي كان منكرا للبعث قال: {أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا} قاله استهزاء وتكذيبا للبعث. قال الله عز وجل: {أَوَلا يَذْكُرُ} أي يتذكر ويتفكر وقرأ نافع وابن عامر وعاصم ويعقوب {يذكر} خفيف {الإنْسَانُ} يعني: أبي بن خلف {أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا} أي: لا يتفكر هذا الجاحد في بدء خلقه فيستدل به على الإعادة ثم أقسم بنفسه فقال: {فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ} لنجمعنهم في المعاد يعني: المشركين المنكرين للبعث {وَالشَّيَاطِينَ} مع الشياطين وذلك أنه يحشر كل كافر مع شيطانه في سلسلة {ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ} قيل في جهنم {جِثِيًّا} قال ابن عباس رضي الله عنه: جماعات جمع جثوة.وقال الحسن والضحاك: جمع جاث أي: جاثين على الركب.قال السدي: قائمين على الركب لضيق المكان. {ثُمَّ لَنَنزعَنَّ} لنخرجن {مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ} أي: من كل أمة وأهل دين من الكفار {أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيًّا} عتوا، قال ابن عباس رضي الله عنهما: يعني جرأة. وقال مجاهد: فجورا، يريد: الأعتى فالأعتى.وقال الكلبي: قائدهم ورأسهم في الشر يريد أنه يقدم في إدخال من هو أكبر جرما وأشد كفرا.في بعض الآثار: أنهم يحشرون جميعا حول جهنم مسلسلين مغلولين ثم يقدم الأكفر فالأكفر.ورفع {أَيُّهُمْ} على معنى: الذي يقال لهم: أيهم أشد على الرحمن عتيا.وقيل: على الاستئناف ثم لننزعن يعمل في موضع {من كل شيعة}.